عندما كنت جندية
                                       فاليري زيناتي
                                             ترجمة                       
                                      صلاح النصراوي
ج2 ف2
                                      هزيمة أولى
مضى شهر على الدورة:إنها أشبه بمدرسة شديدة الصرامة.ندرس من الساعة الثامنة صباحاً حتى منتصف الليل، مع فرص للإستراحة، بينما نواصل واجباتنا في الحمامات، المطبخ، إضافة للساعتين اللتين نقضيهما في الحراسة لملء الفراغ…
قررت الا أكل مع الآخريات في المقصف.أخذ جبناً بالتوست مع قطعة شيكولاتة عند الظهيرة كل يوم، بينما أظل أراقب السماء التي تبقى زرقاء وسط هذا العالم الخاكي اللون.تحيا المقاومة!النتيجة:إزددت حوالي كيلوين وصديقاتي ينظرن إلي بشيئ من الحيرة، لكني أنهيت كتاباً، كما أني أكتب، أكتب عن الموت، عن الفراغ، عن السعادة التي تدوم لدقائق فقط، عن “جين-ديفيد” (رسائل لم أرسلها إليه).أعرف أنه لا ينتظر أي شيء مني، وأنه بالتأكيد لا يرغب بأن يعلم بأني أحبه أو أنه يراودني في أحلامي-والتي لاتزال تأتيني دائماً.كنت رأيت ذلك الملازم عدة مرات وهو يراقبني عن بعد منذ اليوم الأول.أطلقت عليه أسم “مكعب ج”، أي الجاسوس الذي يتجسس على الجواسيس.
نحن عشرة.تسعة من الضواحي الشمالية لتل أبيب:الأب سفير والأم محامية، الأب مدير تنفيذي للمعهد الإستراتيجي في “رامات-غان”، الأم صحفية، الأب عقيد، الأم تعمل في وزارة الدفاع، نحن نملك بيتاً من خمسة، ثمانية… عشرة غرف نوم، نحن نذهب إلى القاعدة بسيارة فارهة أهديت لنا بعيد ميلادنا الثامن عشر.
البنت العاشرة من بئر سبع.مدينة بعيدة جداً، أكثر من 120 كليو متراً، لم يطئها أحد، ولا أحد يمكنه التفكير بأن يذهب إلى ذلك المكب.البنت من بئر سبع تأتي إلى القاعدة بالحافلة، وأحياناً بالإشارة إلى السيارات المارة بالطريق.أبوها تقني في الصناعات العسكرية، أمها مساعدة صيدلانية لدى الصيدلية المحلية.البنت من بئر سبع لم تجتاز إمتحان السياقة، تضع السماعة على أذنيها طيلة الليل، ولا تهتم بالأكل في المقصف.عندما تكون مجموعتها بالواجب، أو حين يقمن بترتيب الغرفة الصغيرة إستعداداً للتفتيش فأنها تلتقط الكتاب وتطلب منهن أن يقمن بالشيء نفسه.”يمنحونا ساعة فقط، نتراكض مثل الذباب الأزرق، هذا ليس جيداً، علينا إعادة الأمر ثانية.لماذا نهدر طاقتنا لكي نقوم بكل شيء على وجه التمام اذا كان الضباط لا يرضون بأي شيء؟” تحدق البنات فيها بريبة، يعتقدن أنها لا تتصرف تماماً مثل جندي حقيقي، ولكنها فرنسية، وحتى الآن فأن ذلك كان كفيلاً بنجاتها من غضبهم.
في البداية ظننت بأني غلطة، بأني وضعت هنا بشكل خاطئ، أو لمجرد تكملة للعدد.الواضح أني أجبت إجابات جيدة في إختبار الحالة النفسية الذي أديته قبل التحاقي بالجيش.ما زاد الطين بلة، أني قمة شجيرة طماطة الكرز.احد الجنود (ذكر)، من دورة اخرى، قال لي أن تلك هي التسمية التي يطلقونها علينا، لأن معظمنا أقل من متر وخمسين سنتيمراً طولاً، ووزننا حوالي 60 كليوغراما.أشعر بإهانة من أن يربطوني بتلك التسمية.فطولي هو متر وأثنين وستين سنتيمتراً ووزني 55 كليوغراماً.وعلى إفتراض أني لست بعود الفاصوليا، لكن كان بالإمكان عدم مقارنتي بتلك الطماطة المدورة، والتي لا تترك لي أي أمل بالنسبة لمنظري.
في اليوم الأول للدورة تقول لنا العريف “تامار” بوقار “لقد تم إختياركن من بين آلاف المرشحات لكي تكن ضمن الخدمة السرية في الجيش.العمل الذي ستقمن به يومياً والمهمات التي ستتدربن على تنفيذها يقوم بها ضباط محترفون في جيوش أخرى في العالم.أمن البلد سيكون بين أيديكن.أية هفوة صغيرة من قبلكن قد تضع السكان في خطر.هل تعرفن أن حرب “يوم الغفران” إندلعت وسط صمت تام لأجهزة الإتصال؟فالطائرات المصرية إنطلقت ولم تكن الإتصالات فيما بينها سوى سلسلة بسيطة من الإشارات.هل تعرفن كم كلف ذلك البلد؟
نتذكر أكثر حروب إسرائيل دموية بصمت وإحترام.
“سيتم تعينكن” تقول “تامار” في وحدتين”، الإنصات والتحليل.سيتعين عليكن العمل بما لم تألفن به طيلة حياتكن، كي تهضمن خلال ثلاثة أشهر معلومات بحجم ما تفعلن خلال سنة في المدرسة.ليس من حقكن أن تكن سيئات، أو حتى متوسطات المستوى.يجب أن تكن ممتازات.الخطأ أو الإستسلام مفهمومان لا مكان لهما في عقولكن.من الصعب الدخول إلى الخدمة السرية، ولكن باب الخروج مفتوح أربعا وعشرين ساعة في اليوم.من المحرم عليكن الحديث مع أي أحد بشأن ما تتعلموه هناك.حتى أبويكما، أصدقائكم، أو حتى الجنود في دورات أخرى في هذه القاعدة.كل وحدة هي مستقلة بذاتها ويجب أن تبقى كذلك.في نهاية الدورة ستؤدين القسم إلى “أمان”، السرية هي وضعكن الطبيعي من الآن فصاعداً.
نبدأ العمل مباشرة:نحفظ خرائط عن ظهر قلب، في ليلة واحدة، مع مئات الأماكن التي عليها.علينا أن نعرف كل مدينة، قرية،نجع، تل، جبل، وأي أسم لمكان في البلدان المجاورة.وكذلك القواعد، محطات الرادار، الأسماء الشفرية للوحدات، الذبذبات المستخدمة، الأسراب، والطيارين.في غضون شهر تعلمت عن جغرافية الأردن، سوريا، العراق مئات المرات أكثر مما تعلمته عن أسرائيل.من المتوقع أن يتم تعيننا للإنصات على الطائرات.بفضل هدية صغيرة خلفها البريطانيون قبل عقود قليلة يتحدث الطيارون الأردنيون بالانكليزية.
هناك إختبار كل يوم لما تعلمناه في اليوم السابق.وكل يوم خميس هناك إمتحان للبرنامج الأسبوعي.هناك توتر دائم.لم أكن أتوقع أن بإمكاني أن أتذكر كل تلك المواد.كل يوم أشعر بأني وصلت إلى كامل طاقتي، ليس في عقلي المثقل أي مجال لأي معلومة بسيطة.حتى ولا إلى سطر واحد في أغنية ساذجة مثل:الشمس تشرق ببهاء/سألاقيك هذا المساء/يا طفلتي، أحمليني بين ذراعيك/أموت عشقاً بمفاتنك.أشعر بأني حين أترك هذا المكان سينتابني مرض النسيان، عدا كل ما يتعلق بجيران إسرائيل.
لكن لا.العقل لا يزال ماضياً بالتسجيل، مستمراً.تأتيه الإمدادات، وبين الفينة والآخرى يتم توسيع الذاكرة بقرص صلب جديد، وفي المساءات أجد نفسي أحلم بالبتراء، “الايتش فور”، “الايتش فايف”، الجيزة، عمان، بغداد، مدن وقواعد لم يتسنى لي مشاهدتها، ولن أذهب إليها، بسبب الحدود التي تفصل بين عدوين، ولكني أستطيع أن اؤشر عليها فوق الخارطة وعيناي مغمضتان.
90، 100، 98، 99، تأتي درجاتي، ممتازة أو تكاد.”تامار” و”رومي” يبتسمان كل مرة يناولاني أوراقي.أشعر بانه لن يمر وقت طويل حتى يسلماني جائزة بإعتباري الأمل المشرق للخدمات السرية.
يمنحوننا إجازة كل أسبوعين، لحد الأن ذهبت مرة واحدة، ولم أقابل “راحيل” التي تم تعينها سكرتيرة للكتيبة في مرتفعات الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا.نكتب لبعضنا البعض تقريباًً كل يوم، أكتب لـ”فريدي” أيضاً فهو في حالة كآبة شديدة في السجن.”يوليا” تعمل في مكاتب عسكرية في بئر سبع وتذهب إلى بيتها كل مساء.تقول أنها تشعر وكأنها لا تزال في المدرسة، عدا انهم يدفعون لها مرتبا نهاية كل شهر.تبدو رائعة وتقول أنها تصرع الجنود قتلى.ليس لدى أي مشكلة في أن أصدقها.هي فعلاً رائعة الجمال.كنت سعيدة بان أراها ولكن وجدت من الصعوبة أن أبقي عيوني مفتوحة.
اليوم هو الخميس.لا أطيق الإنتظار ليوم الغد.”راحيل” ستكون هناك، وكذلك أختي التي لم أرها منذ شهرين.نخطط لكي نمضي كل عطلة نهاية الاسبوع في حفلات.”يوليا” حصلت على تذاكر لفلم “ترويض النمرة”.كما فكرنا أيضاً بأن نذهب إلى الشاطئ لكي نستثمر آخر أيام الشمس قبل حلول الشتاء، والذي عادة ما يطل بدرجات تقارب العشرين مئوية مع حلول ديسمبر.أعتقد أن بإمكاني أن أذهب أيضاً لكي أرى “جين-ديفيد”.مقارنة مع كم المعلومات التي بإمكاني أن أتلقاها خلال أربع عشرين ساعة، فمن المفروض أن بإمكاني أيضاً أن أحيا حياة شهر في غضون يومين.
الساعة السادسة مساء.”تامار” و”رومي” تأتيان إلى الصف لكي تعيدا أوراق إختبار هذا الصباح؟كانت حول قوة الجيش الأردني وتحليل بشأن معركة جوية خلال حرب الأيام الستة، وبدا أنه أكثر صعوبة من الإمتحان الذي سبقه.”نوا”، “هيدي”، “إينات” ذات الشعر الأحمر، “إينات” الشقراء، “راحيل”، “هيلا”، “إيماك”، “تسيلا”، “ميراف”، وأنا، نركض جميعاً بإتجاه معلميتينا.تبدوان مثل قائدين أدركا للتو أن جنودهما خدعوهم.
تمنيت الا يكون سوء الحظ قد أصابني ورحت أستعيد في ذاكرتي الدرجات التي حصلت عليها منذ بداية الدورة.على أسوء تقدير يمكن أن أحصل على 85 وهي أقل درجة يمكن أن يتسامحوا بها.دون ذلك سيمطرونك بالعقوبات، واجبات إضافية، المزيد من الإختبارات، الحبس مرة أو مرتين خلال أيام الإجازة.
تنفست البنات الصعداء وهن يستلمن أوراقهن واحدة تلو الاخرى.تقف “تامار” أمامي وعلى وجهها تعبير صارم.”نتيجتك سيئة، لقد خيبتي أملنا”، تتفوه ببرود.”نحن نشعر بخيبة أمل كبيرة”، تضيف “رومي”.
(لقد كنت على خطأ، ما كان ينبغي لي أن أدعوهما “لورين وهاردي”، بل “ديبونت وديبوند”، من كتب تان تان.)
80“، تقول “تامار” بصوت لا حياة فيه.
“؟80“، تتساءل “رومي”، وكأن “تامار” كلمتني باللغة الصربية-الكرواتية وإحتجت إلى مترجم.
“الأمر جدي، جدي تماماً، تقول “تامار”.”بإمكانك أن تفلتي من هذا الفشل مرة ولكن ليس مرتين.”
“لقد فكرنا بعقوبة”، تقول “رومي” متظاهرة بأسف لا يخلو من النفاق.”لن يكون لك أية إجازة هذا الأسبوع وستقومين بواجب الحراسة ثلاث مرات.وفي ما تبقى من الوقت يمكنك أن تأتي إلى هنا للمراجعة.وسيجرى لك إمتحان آخر يوم الأحد.”
كانت تلك أقسى عقوبة تم فرضها منذ بداية الدورة.تسعة أزواج من العيون بحلقت بوجهي.”هيدي” “إينات”، ذات الشعر الأحمر، “راحيل” و”هيلا” بدين مصدومات، ولكن لست أدري إن كن متعاطفات، أم أنهن يفكرن فقط بما قد يحدث لهن يوماً ما.”نوا” “إينات” الشقراء، “ايميك” ، “تسيلا” و “ميراف” بدين راضيات.أحدق بزاوية الطاولة، أعيد على نفسي”لايجب أن أبكي، لايجب أن أبكي.”يندفع الدم إلى رأسي، الدموع تنحبس في عيني، جاهزة لكي تنقذف.اذا ما ارتجف فكي، فتلك هي العلامة، لن أستطيع أن أحبس دموعي.لذلك أعصر فكي بين إبهامي وسبابتي وأبحث بيأس عن جملة من كتاب، بيت من الشعر، سطر من أغنية، لكي أهرب من تلك اللحظة التي لم أتهم خلالها وأدان، بل وجدت كذلك مذنبة.كل ما كان بإمكاني أن أجده هو أسماء القواعد، الأسماء الشفرية، بالعربية أو الانكليزية، كلها تتراقص وتدور أمام عيني بسرعة هائلة أصابتني بدوار.أحمل على نفسي، أبحث بعزيمة، وكأن الأمر هو مسألة حياة أو موت، الملم أجزاء وجه “جين-ديفيد” بعيني، في ومضة ضوء تعمي، وأسمع كورالاً يغني لي:
“الهي، امنحهم الراحة الأبدية ودع النور الأزلي، يشرق عليهم.يا الله تباركت دعواتهم إليك في صهيون.في القدس نضحي من أجلك، أسمع دعواتي إليك من يأتي إليه الفانون.يارب إمنحهم الراحة ودع نورك الأزلي يشرق عليهم.”
تراتيل “موزات”:بإمكاني أن أسمعها وكأن المئات من العازفين والكورال قد هبطوا في قاعدتنا كي يعزفوها لي خصيصاً .لقد نجوت، كما أني تمكنت من إراحة فكي، وأن أنظر إلى عيون معلمتي الأثنتين.
“لا عليكما”، اتمتم مع نفسي.”طبعاً، سأدرس طيلة عطلة نهاية الأسبوع وسأعوض عن ذلك يوم الأحد.”
تبدو “تامار” حائرة، في حين تبدو على محيا “رومي” علائم سعادة.قلبي يكاد يستسلم خلال ثلاثين ثانية، ولكني مصممة على الصمود هذا المساء، لوقت متأخر هذا المساء، حتى أتمكن من سماع التراتيل حقيقة.وأخيراً أبكي.
أتصل بالبيت.أحاول أن أبدو سعيدة.”لن تصدقوا هذا.سيمر شهر دون أن تروني، أو أن تغسلوا بزتي العسكرية، سيكون الأمر أشبه بعطلة صيفية للوالدين.”أمي كانت كما هي.إقترحت أن تكلم قائد القاعدة لكي تخبره بأن من العار حبس إبنتها التي حصلت على أفضل الدرجات في الدورة لحد الآن، وأننا لا نحكم من قبل هتلر أو ستالين، وأنني، موضوعياً، لم أرتكب جريمة، وأن درجاتي جيدة.
“أنه أمر يحدث للجميع”، أقول محاولة أن أهدئها،”ليس الأمر بالمأساة.لقد كنت في إجازة منذ أسبوعين.هناك أسبوعان آخران وسأكون معكم، سيمضي الوقت سريعاً.تظاهري بأني ذهبت إلى زيارة عبر الولايات المتحدة بسيارة جيب، أنا سأفكر بذلك أيضاًً.”
أتصل بـ”يوليا” التي تبذل جهداً لمواساتي.أقول لها أن تخبر “راحيل” بأني سأتصل بها عند الساعة السادسة صباحاً في الغد.
لم أتصل بـ”جين-ديفيد”.ما كان بإستطاعتي أن أتكلم معه.هناك جمل كثيرة انحشرت في بلعومي.كان لابد أن أكون قادرة على إخباره بأني أحببته، وأني وددت أن يكتب لي وأن يأتي ويزورني.ربما كان عطوفاً جداً معي، مواسياً.ولكنه لم يكن يحبني.لدي من القوة الكثير لكي أواجه الصمت أكثر من أن أواجه العطف.
العطف شيء تحمله البنات اللواتي يشاركني غرفتي بوفرة-حتى اللائي بدون سعيدات قبل قليل.”هيدي” عرضت علي أن تترك لي مخزونها من البسكويت.”نوفا” أعطتني شريطها المفضل.”هيلا” احتظنتني بقوة وقالت بصوتها الكارتوني (الذي جعلنا في الأيام الأولى ننفجر من الضحك)”هذا ليس عدلاً فجميعنا حثلنا على 80 بالمائة.ونحن لم نعاقب بهذه الثريكة.”
“بالضبط، لأنها هي الأفضل” تتلعثم، “راحيل”، الأكثر هدوءاً، الأكثر عمقاً وتأنياً منا جميعاً.
“سيكون السكن بكامله لك، كأنك مقيمة بجناح في “الهلتن.”، تقول “إيانيت”، ذات الشعر الأحمر بطريقة غنائية.
“وهل تعرفين أن الطاهي يتفوق حتى على نفسه أثناء عطلة نهاية الأسبوع”، تقول “إيانيت” الشقراء بخبث.
أنظر إليهن كأني أكتشفتهن للمرة الأولى.أشعر بقليل من الخجل، أدرك أني أعتبرتهن منذ البداية مجرد بنات مدلالات.صحيح، أن الحياة أفسدتهن، ولديهن كل الأشياء التي لن تكون لدي في العشرين سنة القادمة.الا أن ذلك لا يجعلهن عديمات الخيال، وأن كن لن يتمكن من فهم ما بي، على الأقل اليوم.
قررت أن أقوم ببعض الجهد وأن أقوم بمشاركتهم الطعام في المقصف في المرة القادمة.لدي كل الوقت لأكون وحدي في عطلة نهاية الأسبوع هذه.
  ومع ذلك، فلم يكن من بد أن أشعر ببعض الضيق وأنا أراهن يغادرن بحقائب مليئة بالملابس المتسخة.مارقة، خروف أسود، طفيلية، كلها كلمات مشينة جالت في خاطري.وما هو أسؤ (ليس بإمكاني أن أسر بذلك الا إلى “راحيل”)، الخشية من أن أستبعد من الدورة اذا ما إرتكبت نفس الغلطة ثانية.الرعب اجتاح بدني كله:الجميع يرتعب من ذلك، أثناء كل دورة في الجيش.في الحقيقة، باللغة العبرية، تقول أنت “تسقط” بالدورة، تماماً مثلما تقول تسقط بمعنى تموت.قررت أن أمضي قدماً، أصك أسناني، وأن أدرس بكل ما أوتيت، مثلما قلت أمس.سوف أدفن ألم الا أرى الناس الذين أحتاجهم أكثر من أي شيء في الدنيا.لا أعرف أن كان سيعجبني الأمر، ولكني أعرف بأني فخورة بأني أنتقيت لكي أكون في الخدمة السرية.لذلك علي أن أبقى مهما كان الأمر.
 ***

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *