الصحفي ومعالي الوزير … انا وهوشيار زيباري (9)
                                                           صلاح النصراوي
في الحلقة الاولى من هذه  السلسلة التي جاءت ردا على الهجوم الصاعق الذي شنه “معالي وزير” الخارجية علي كنت قد سجلت ان هدفي هو فتح باب النقاش بين العراقيين حول السياسة الخارجية لبلدهم وجهاز الوزير الدبلوماسي  كما اعلنت انني على استعداد كامل ان اقف مع “معاليه  في اي محفل علني يريده لمناقشة سجل سياسة وزارته وادارتها للدبلوماسية العراق انطلاقا من مبدأ الشفافية والصراحة والعلنية، وبالتأكيد كمصلحة وطنية.
ماذا فعل “معالي الوزير” بدل ذلك قام بتوريط “سعادة سفيره” في الجامعة العربية في رد ثاني هذه المرة على سلسلة هذه المقالات نشره في احد المواقع الالكترونية يوم 25 تشرين الاول 2012  واختار له عنوانا تجاريا اشبه باعلانات مساحيق الغسيل “فعالية الدبلوماسية العراقية”.
واريد قبل ان اسجل هامشا بشأن مقال “سعادة السفير” ان اعود هنا الى نماذج من بعض ردود القراء على مقال سعادته والتي وردت في نفس الموقع.
يقول سرمد انها “فعالة جدا” وهذا الدليل … ثم يسرد تصريحا شهيرا لعضو لجنة النزاهة في البرلمان العراقي طلال الزوبعي يكشف فساد التعينات الاخيرة في وزارة الخارجية.اما ابو نصيف البصراوي فانه يصف المقال بـ”التهريج” ويتساءل “لمن يقدم (سعادة السفير) المديح”.اما ابراهيم المتوكل فانه يشير الى “المغالطات المفضوحه والباطلة” التي يزخر بها مقال “سعادة السفير” ويسخر من الانجازات التي عددها  بانها “لن تدخلهم موسوعة مريدي”، اي سوق التزوير والخردة الشهير في بغداد.
من البديهي ان يكون السؤال هو مالذي دفع “سعادة السفير” لكي يشمر عن ساعديه الان لكي يدبج تلك المقالة في مديح معالي الوزير” وفعالية دبلوماسيته والتي يبدأها بشتيمة الاعلام العربي الذي يقول انه “لعب دوراً سلبياً للغاية في تناول اخبار العراق، فاظهر وعظم كل ابعاد الصورة العنفية والخلافية، وعتم ، ما استطاع ، كل جهد ايجابي.”لاحظوا ان “سعادة السفير” هو سفير في الجامعة العربية وعضو قيادي في حركة قومية عربية وقضى جانبا طويلاً من حياته ما قبل “العراق الجديد” في تدبيج الكلام عن العروبة ومشتقاتها كما انه يرأس تحرير صحيفة لا تزال تصدر في بغداد باسم الحركة وله طبعا علاقات عربية معروفة.
ليس من اهتمامي الان ان اتناول مقالة “سعادة السفير”، رغم انه يحمل من الادانة اكثر ما يحمل من التبرير، حتى لو كنت اعتبره استكمالا للخدمات الشخصية التي تقدم لـ”معالي الوزير” في الحملة القمعية، غير اني اود تذكيره فقط بان اي سفير لاية دولة (يبدو ليس في “العراق الجديد”) هو سفير لبلده وبان اعتماده صادر من رئيس الدولة، وفي حالته هو بموافقة البرلمان، وانه يدين بالولاء والطاعة للبلد وليس لوزيره.
لننظر ماذا يقول “سعادة السفير” بعد ان  سطر الامجاد التي حققتها الدبلوماسية العراقية وخاصة غزوة ليما التي استطاع بجهوده فيها ان يجلس “معالي الوزير” على المنصة متناسيا هذه المرة ان العراق هو رئيس القمة العربية الدورية والذي كان اجدر به ان يقدم النصيحة الى رئيس جمهوريته او رئيس وزرائه بحضور القمة العربية اللاتينية، بالاقل لاضافة ذلك الى النتائج العبقرية لقمة بغداد ذات الخمسمائة مليون دولار.
وبالمناسبة، هل كان جديرا ايضا ان يسأل “معالي الوزير” او “سعادة السفير” عن تكاليف القمة العربية اللاتينية التي تحملتها بيرو لمقارنتها مع قمة بغداد ليطلع العراقيون على ما انفقوه من اموالهم التي كان الاجدر ان تصرف على  الملايين من الفقراء والايتام والارامل والمرضى والمحتاجين في “العراق الجيد”.
يقول “سعادة السفير” في ختام قصيدة المديح تلك وبابلغ ما تفتق به يراعه من وصف للدبلوماسية العراقية “غالباً ما نصاب (اي الدبلوماسيون العراقيون) باحراج شديد من جراء تناقض قولنا مع واقع التفجيرات التي تهز هذا الاستقرار .. اقول هذا لكي ابين حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الدبلوماسية العراقية.”
هل هناك اي تعليق على هذا الكلام الدبلوماسي ابلغ من روح السخرية تلك التي عبر عنها المعلقون العراقيون على مقال “سعادته” بعفوية ولكن بذكاء وقاد.
لا زلت اجدد دعوتي لنقاش وطني موسع وجدي بشأن السياسة الخارجية العراقية وجهازها الدبلوماسي وليس محاولات كاريكاتورية في الانكار مثيرة للشفقة والهزء في آن واحد.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *