في الصميم
تحليلات ومتابعات
صلاح النصراوي
البدابة كانت الاسبوع الماضي حين زارها وزير الخارجية هوشيار زيباري ثم تلاه رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ولحقهم بعد ذلك في غضون ايام نقيب الصحفيين مؤيد اللامي…المسؤولون العراقيون بدؤا يصلون الى غزة الفلسطينية تباعا ويصلون معها حبال ود انقطعت منذ زمن بعد ان اعتبروا اهل القطاع مؤيدين لنظام صدام حسين ضد النظام الجديد.
والسؤال هو مالذي حصل وجعل المسؤولين العراقيين يتذكرون غزة ومعاناة اهلها فجأة ..هذا طبعا بغض النظر عن التبرير المعلن وهو التضامن مع غزة بعد الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة.
زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الحالية للعراق والمباحثات التي يجريها مع المسؤولين العراقيين توفر بعض الاجابات عن هذا التساؤل بشأن التغير المفاجئ في السلوك العراقي تجاه غزة.
في بغداد اعلن لاريجاني ان جزءاً من مباحثاته مع المسؤولين العراقيين يتركز على سعي بلاده الى الاتفاق مع العراق على دعم المقاومة الفلسطينية، وهو مايعني بلغة الايرانيين اكبر طرف في تيار الممانعة، منظمتي حماس والجهاد الاسلامي.
لاريجاني اعلن ايضا بعد ان اعرب عن سعادته “مما جرى في غزة من قصم ظهر اسرائيل” بانه اتفق مع زميله رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي على “التنسيق مع اتحادات البرلمانات الاسيوية والاسلامية من اجل دعم القضية الفلسطينية.”
وتابع لاريجاني في كشف المستور بقوله “هنالك جهد من قبل العراق وايران لتطويق وحل الازمات في المنطقة”، مضيفا أن “المستقبل سيشهد انعقاد اجتماع في بغداد لرؤساء البرلمانات العربية والاسلامية.”
ومضى لاريجاني بالقول “إن العراق وإيران من الدول الكبيرة في المنطقة ولهما تأثيرهما، ولا بد من توحيد الرؤى والمواقف إزاء ما يحدث في المنطقة.”
النائب عن التحالف الوطني الشيعي جواد البزوني كان اكثر وضوحا حين صرح بان “صواريخ “فجر” الايرانية التي قدمتها إيران الى فصائل المقاومة الفلسطينية “اعادت الهيبة للامة العربية والاسلامية تجاه العدو الاسرائيلي، وليس لفلسطين فقط.”
وقال البزوني في تصريح نقلتها عنه وكالة انباء فارس الايرانية الاربعاء ان “تلك الصواريخ اعادت للامة هيبتها واثبتت انه لا توجد قبة حديدية مثلما يزعم العدو الاسرائيلي”، داعيا الى ان تستثمر تلك القوة وان يكون هناك دعم للفصائل الفلسطينية من اجل حفظ التوازن.
ودعا البزوني الى “دعم المقاومة ضد الكيان الاسرائيلي على طول الحدود ليس فقط في فلسطين بل في لبنان وسوريا.“
تحليل هذه التحركات والتصريحات يصب في اتجاه واحد وهو مسعى العراق لتوثيق علاقاته مع غزة حماس.والسؤال لماذا يفعل العراق ذلك الان وفي هذه المرحلة التي تفقد ايران شيئا فشيئا حلبفها الرئيسي في جبهة الممانعة.
طبيعي ان يكون السؤال هو هل تحاول طهران ان تستبدل بغداد بدمشق كبوابة عربية في الجبهة التي نساها الناس منذ ثورات الربيع العربي العام الماضي؟ والسؤال الاهم هو هل بغداد مؤهلة لذلك؟