الصحفي ومعالي الوزير … انا وهوشيار زيباري (5)

                           الصحفي ومعالي الوزير … انا وهوشيار زيباري (5)
                                                                 صلاح النصراوي
ستجد مجموعة المتابعة التي عينها “معالي الوزير” في عدد اليوم 18 تشرين الاول من الاهرام ويكلي  توضيحا مقتضبا على ما يستحق الرد عليه في مقالة معاليه وسأنقله بطبيعة الحال لاحقا هنا.غير اني اجد نفسي مضطرا للاستطراد قليلا في خلفيات الموضوع مع استمرار حرصي على تجنب تفاصيل اخرى لا لزوم لها في الوقت الحاضر.
في تاريخ الاهرام الذي يمتد على نحو 130 عاما  كنت انا الصحفي والكاتب العراقي الوحيد الذي يكتب في الاهرام اليومي، وهي الصحيفة الرئيسية، وكذلك “الاهرام ويكلي” التي اكتب فيها منذ نحو عشرين عاما، وبوابة الاهرام الالكترونية الانكليزية وهو امتياز يدعو “معالي وزير” خارجية “العراق الجديد” وحكومته ان تفخر وتتشرف به.
ومع ذلك فان “معالي الوزير” و”سعادة سفيره” في الجامعة العربية لم يتورعا، بل لم يخجلا من التحريض ضدي في هذه المؤسسة لا لشيء الا لاني تجرأت واستخدمت حقي الطبيعي بابداء الرأي وفي حرية التعبير في قضية تمس بلدي.
قبل ان ينشر مقال “معالي الوزير” “دحض النصراوي”- وياله من عنوان براق-كان “سعادة سفيره” والذي لاتزال صحيفة عراقية تحمل اسمه كرئيس للتحرير  يقوم بخدمة معاليه بتحريض داخل المؤسسة الصحفية العريقة لا تقوم به الا دول بوليسية في مواجهة الرأي الحر مستخدما بعض الاساليب التي سيأتي آوان طرحها.لم يتجرأ “معالي الوزير” و”سعادة سفيره” علي فقط، بل على الصحيفة وتاريخها حين بعثا بمقال باسم احد الاشخاص المجهولين كرد على مقالي وهو ما رفضته الصحيفة رفضا قاطعا واصرت على ان يرد الوزير بنفسه.
من الواضح ان “معالي الوزير” لم يرغب ان يضع رأسه برأس الصحفي ولكنه اضطر في النهاية الى النزول الى ما رأها ارض المعركة التي شحذ فيها سهامه وسيوفه لكي يرد بها عن حياض وزارته العتيدة وانجازاتها العظيمة ابتداء من اعادة العراق الى الحظيرة الدولية والاقليمية وانتهاء بعقد القمة العربية ذات الخمسمائة مليون دولار في بغداد.
لن اناقش الان كل تلك الانجازات بحساب التكلفة والنتائج او على ضوء الجدوى السياسية والاقتصادية، ولكني اتساءل اليس من حقي ان لم يكن من واجبي ككاتب عراقي ان اتناول واناقش وانتقد السياسة الخارجية في العراق الجديد والاداء الدبلوماسي لوزارة خارجيته ام ان تلك محرمات لا ينبغي الاقتراب منها في قلعة “معالي الوزير” الحصينة.
حين كلمني “سعادة سفيره” في اليوم الثالث لعيد الفطر الماضي ظننت انها مجاملة جاءت متأخرة، ولكن سرعان ما خاب ظني حين انبرى ليقول بانه يتحدث من المانيا حيث يقضي اجازته وبان “معالي الوزير” زعلان بسبب مقال كتبته وينقل عنه بان كل ما ورد فيه غير صحيح.مالذي يمكن ان ارد به على هذه الجرأة، فهذا اولاً اقتحام  في صميم الحرية الصحفية وتدخل سافر في عمل الكاتب اضافة الى انه اتهام صريح بالكذب؟تمالكت نفسي وقلت ان “سعادة السفير” يتصرف كموظف يريد ان يرضي رئيسه وليس كمعارض قديم وسياسي مخضرم ومسؤول في تنظيم ورئيس لتحرير صحيفة.أجبته بان من حق “معالي الوزير” ان يرد على المقال فالعراق (الجديد) بلد ديمقراطي مثلما مصر الجدية ديمقراطية ايضا.
خلال تلك الثواني المعدودات مرت بخاطري ذكريات مشابهة في بغداد صدام حسين وفي طرابلس القذافي ودمشق الاسد وفي تونس والقاهرة والرياض وصنعاء وغيرها من العواصم حين واجهت وزارء وسفراء ومسؤولين في عقر دورهم وقصورهم  ومكاتبهم كانوا مثل “سعادة السفير” ايضا ينقلون لي بغضب زعل رؤسائهم وملوكهم عما كتبته.
كيف لوزير ينتمي لحركة تحرر وطني لازالت تناضل من اجل حرية شعبها وسفير قضى مشواراً طويلاً من حياته في النضال وفي المنفى يلجأن الى ذات الممارسات التي تقوم بها النظم الدكتاتورية والدول البوليسية في ملاحقة الصحفي والكاتب الحر؟
طبعا في “العراق الجديد” ينهار كل شيء ولا تبقى هناك من فضيلة الا وقد صدئت وفقدت اصالتها واعتراها الادعاء والزيف.
  

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *